الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

حكاية قمر وبحر

كبرنا لندرك بأن القمر ليس شمس المساء التي أخبرتنا عنها الجدة ليلة مبيتنا في حضنها، وأن السماء ليست زرقاء لأنها أرادت من حورية أحبتها غيمة أن يظهر أثر أقدامهما على أرض واحدة، لذا استمرت باقتراض ذالك اللون اللؤلؤي لبضع ساعات بعدها يسلب منها لونها، نبضها وحتى كيانها إلى يومنا هذا ومنذ أزل لم يتفق عليه
اختارت السماء أن تساعد تلك الغيمة، ورفض القدر أن يعيشا معًا

المسألة تكمن في الاختيار، لن يسند الندم أي شعور مستقبلا

الثلاثاء، 19 يونيو 2018

صاحبك وأنت لم تتغيرا قط ،، ابحث عنه بصدقٍ بين الزحام فقط

من باب الإيمان المطلق، لا أحد يبقى مثلما هو!
لكن ما الذي يتغير؟
أغنية مفضلة؟
صفة مكروهة؟
وظيفة أو عنوان مكتب العمل؟
كل ذلك وأكثر لا يهم حقيقةً
الجميع يقعون في الحب باستمرار متقلب
في حب طعم ورائحة قهوة الصباح
في حب لون من ألوان الأدب المُعاصر
في حب ما يجعلهم أقوى على مواجهة الحياة بشتى ما تزرعه من مشاعر
فيولد حينها شخص جديد يتبع ما قد جعل القلب يخفق بنغمة دافئة تبعث شعور الطمئنينة لذاته
أعود وأقول مجددًا ذلك أيضا لا يهم
يوجد ما لا يتأثر بدواليب الزمن
أتذكُر إبتسامة لم ترسم إلا لسواك؟
أتذكُر بحة صوت عند الثالثة ألمًا نَدُرَ أن سَمِعتها حتى نسمات الليل الرفيقة؟
أتذكُر متى يصبح الشخص مُشعًا منيرًا مُتورِّد الخديين ممتلئ الوجنتين مع ملامح رقيقة؟
إبحث عن تلك التفاصيل الصغيرة التي لا تتغير أبدا
خبئها في مكان خاص لا يدخله ولا يعلم الطريق المؤدي إليه سواك
صاحبك وأنت لم تتغيرا قط

إبحث عنه بصدق بين الزحام فقط

الأحد، 22 أبريل 2018

الثالثة بعد منتصف السعادة

أكثر ما تتعلق به روحي في المساء المظلم على الأرض، المنيّر على كل زاوية من زواياها
بالتحديد ما بعد الثالثة سعادةً
الهدوء الكاتم
تصبح حينها كمن يعتلي رأسه تاج السلطة التي يخضع لها جميع أطراف بقاع عالمٍ يتمركز حول مملكةٍ
والتي بشكل طبيعي لا تتجاوز المترين في الطول وإلا نُعتت بعمود الكهرباء المتحرك أو بالعمارة إن كان صاحب خديين ممتلئين
ولبعض الحيوانات نصيبٌ من التشبيه والتسمية
صوت بيانو بيتهوفن وهو يدق على الأصابع السود بعاطفة جياشة
العصافير المشاغبة تتقاتل مجددًا على أنثى فاتنة تغرد برقة في وسط أزهار الجلنار
الرياح الدافئة وهي تلقي التحية على الأغصان المائلة
والكثير مما لا يخطر على بال إنسيّ
وجد في ساحة من يبقى من المستيقظين

شرقيًّا كان أم غربيّ

السبت، 21 أبريل 2018

تنمُّر الأحاسيس

لا يهمني كثيرًا ما يحدث في أعشار الثانية التي مضت وأنا أفكر بملايين الدقائق التي تفصلني عن رؤية مشهد مداعبة أحلامي لأرض ضوء الواقع
ربما آثرت تناسيها لأدفن معها أطنانًا من المشاعر التي تتزاحم ممسكة خطًّا طويلًا لا يدركه البصر محاذية تخطو خطاها الواثقة ممسكة بكف الذكريات وأصابعه بإحكام
أغلب الظن أن تلك الأحاسيس هي من تحرك يد عازف الكمان الذي أُمسي على بحة أوتاره المضطربة في رحلةٍ تأمليةٍ أقضيها بصحبة شرفة غرفتي ومشروب الروح الدافئ
لم يهتم عازفنا يومًا بعدد القطع والأوراق النقدية التي ترمى له كثناء أتبعه إعجاب عن مدى براعته في الإفصاح لهم عما يثقل صدره الكهل
وجد أداة حرب فعالة ضد
تمردات الحياة
وتياراتها
وحتى أوقاتها السُكرية
وجد معسكرًا فخمًا على قارعة طريق وعر
وجد متنفسًا يعينه على المضي
أحيط بأُناسٍ تحولت نغمات صوت مشاعره في أعينهم للوحة زيتية بصرية واضحة التفاصيل ملونة بلحظاته التي أسكبها ومرسومة بكل وضوح في نوتات ألحانه
آملًا أن تغادر جوفه متناثرة

مهيئًا نفسه لغدٍ أجمل 

السبت، 14 أبريل 2018

الضبابية المحمودة

أعتدتُ مؤخرًا على ازدياد طول فترات العزوف عن الكتابة وتكرارها الغير مقلق حتى لأُم لم يتجاوز طفلها الثانية من العمر وقد غاب عن منزله لأشهر؛ متأكدة مطمئنة بأنه سيعود لحضنها مهما اغترب
لربما منبع نوافير الثقة الدافئة على الفؤاد تلك هو إدراكي المُطلق بأن الأمر برُمته يدور في منحاه الطبيعي، لا بأس بالعودة عدة خطوات للوراء أو الوقوف في مكانك عند نفس النقطة لفترات متفاوتة، لا بأس بهذا الخيار أيضًا!
كل ما يهم هو أن تدرك مواطن الراحة وموطن الوصول إلى خط رضاك وليس نهايتك في ذلك المشوار الذي كان على شكل إحدى رحلات حياتك العديدة
فليس وراء كل نهاية رضى، للأمور المعلقة ختامها اللذيذ بطعمه المتباين في المعنى

الجمعة، 16 مارس 2018

عن شَيْءٍ اسمه الأرق

مرحبا
هذه أنا أرسل برقيةً عاجلة بحمام زاجل يركب نسمة إلى سعادة السيد نوم ابن النعاس القيلولي

إن لم يتشرف بالقدوم إلى سهرات ليالي من يسامره الأرق بعد منتصف التعب من نهاراتٍ من قد يعلم ماذا طوت بين أشرطة الذاكرة
سترفع الهالات السوداء قضيةً معلومة الحكم المُسبق!

من أجلك تشرف بالحضور ولا تتأخر
فالأعذار التي تقدمها دائمًا لم تعد تفيد لتكسب الحكم لصالحك

بالتالي ليس لها أي مصداقية ولا قبول تِبَعًا لما جاء ذِكرُه في دستور أحكام قوانين الراحة النفسية البشرية

الجمعة، 19 يناير 2018

صدى الرفيقة

مجددًا يا رفيقة، ينتهي اليوم بكل تفاصيله ومشاعره المختلطة فأهلعُ لأختلي بذكرياتي معك في الكرسي الذي دفن الكثير مني ومنك منذ عقود وقرون من ليالٍ حفظنا فيها بدقة انتقالات تحول شكل القمر
توقعت يا صديقة، عندما كنت أُسرع الخُطى نحو ما تبقى منك في صندوق الذاكرة بأن الليلة ستكون باردة كبقية الليالي التي أتسامر فيها مع غيرك
ولكن كالعادة!
هنالك دفئ يغمرني في ليالي الشتاء مصدره وجودك الحسيِّ
تُجاور القمر اليوم نجمة صغيرة تلمع بخجل عند طرفه الأيمن
أعلم ردّة فعلك جيدًا إن أخبرتك عنها وهي
(بدأت بدأت أسما)
ههههههههه
لطالما أحببت نطقك لاسمي
تركلين همزة نهايته في أولها وتشبعي نطقها
تصغيره هكذا مع مد الألف لذيذ اللحن لأذني

ولقلبي كذلك